كان هناك رجلان فقيران
الأول أعمى
والثاني أكسح ( لايستطيع تحريك أرجله)
وتمر عليهما الأيام وهما على هذه الحال
وبعد أيام ازدادالجوع
ووصل بهما الحال إلى ماوصل إليه
ففكر الأعمى وفكر
وقال :سوف أذهب للصيد لعلي أن أجد ما آكله
وقال في نفسه : كيف سأصطاد وأنا أعمى
فقال لصديقه الأكسح : هيا بنا نذهب للصيد
فقال الأكسح : كيف
وأنا لا أستطيع تحريك أرجلي
وأنت أعمى لا تبصر
فقال الأعمى :
أنت تركب على ظهري وتدلني يميناً ويساراً حتى لا أصطدم
فاتفقا وذهبا للصيد.....
وبينما هما يصطادان إذ وجدا غزالة صغيرة رجلها مكسورة وهي لا تستطيع الفرار
فأمسكاها وشووها
وعند قرب نضوجها رأى الأكسح
حية تقترب من صديقه
فأمسكها وضرب رأسها بالحجر حتى ماتت
وإذ ابالشيطان يدخل ويوسوس للأكسح
ويقول في نفسه: سآكل الغزال وحدي وأتلذذ بلحمه
وأعطي هذا الأعمى
الحية ليأكلها
فأصر على فعل فعلته
فنضج لحم الحية
ونضج لحم الغزال
فأعطى الأعمى الحية ليأكلها
وبينما هو يتلذذ بطعم الغزال
إذ يشبع الأعمى
ويبقى قليل من دهون الحية على يده
فيمسح بها على وجهه وعيناه
ويقول : الحمد لله
فإذا بصره قد ارتد إليه بسبب الحية
وإذابه يرى أن في يده بقايا من ذيل الحية وجلدها
وينظر إلى رأس الحية
وهو بجانبه
وإذا به ينظر إلى صديقه الأكسح
والأكسح لا يصدق أنه قد رجع إليه بصره!!!!
وإذ بالأعمى الذي رجع إليه بصره ينظر إلى صديقه بغضب شديد
وقال له : أهذه نهاية صداقتنا
أردت أن تقتلني
لكن الله نجاني منك
وإذا به ينظر إليه نظرة بها حقد شديد
وقد قطع غصناً من الشجرة
وإذا به يبرح الأكسح ضرباً شديداً
حتى أن الأكسح قام
واستطاع أن يمشي على رجليه من الهلع الذي كان يحس به
وهكذا رجعا صديقين من جديد.....
فسبحان الله
ذهبا معوقين
ورجعا سليمين
فسبحان الله خير معلم
نستخلص من هذا كله أن
الإنسان لا يجب أن ييأس من الشيء